أصداء الجنوب – الرباط
في خضم النقاشات التي تعج بها الساحة السياسية الوطنية، ومع تواتر الأخبار حول محاولات “شق الصفوف” وتأسيس كيانات سياسية تُقدم نفسها كبدائل، خرجت منظمة النساء الحركيات، عبر مجلسها الوطني، بموقف صارم وجليّ، عبّرت عنه رئيستها الدكتورة إيمان نوري، في تصريح وُصف بالقوي والحاسم.
نوري لم تكتف بالرد على ما وصفته بـ”المغالطات الإعلامية”، بل قدّمت قراءة سياسية عميقة للمسألة، رافضة بشكل قاطع ما اعتبرته محاولات يائسة لاستنساخ حزب الحركة الشعبية، أو السطو على رموزه وتاريخه العريق. وقالت بالحرف: “الحركة ليست اسمًا فقط، بل مدرسة فكرية، ومسار نضالي، والتفاف شعبي لا يُشترى ولا يُختزل في بلاغات التأسيس العابرة”.
منظمة النساء الحركيات لم تكتف بالاصطفاف خلف القيادة الحزبية، بل دافعت عن شرعيتها ومشروعها السياسي بشراسة، معتبرة أن ما يتم الترويج له من طرف بعض الأطراف، لا يعدو كونه محاولة لـ”التشويش” على دينامية الحزب، بقيادة محمد أوزين، الذي – حسب نوري – يقود مرحلة إصلاح وتجديد حقيقية، تُراهن على الشباب والنساء لتوسيع قاعدة الفعل الحزبي وتحديث أدواته.
وفي هذا السياق، شددت رئيسة المجلس الوطني للنساء الحركيات على أن “كل حديث عن انشقاق” ليس سوى “مناورة بلا أثر شعبي”، معتبرة أن الحزب يعيش لحظة نضج سياسي وتنظيمي، تُربكه محاولات خارجية لخلق البلبلة وتشتيت الصف.
التصريح السياسي لإيمان نوري لم يكن دفاعًا عن الشرعية فحسب، بل كان أيضًا تأكيدًا على المكانة المتقدمة التي باتت تحتلها المرأة الحركية داخل مؤسسات الحزب. فقد ذكّرت بأن نساء الحركة لم يكتفين بلعب أدوار الدعم الخلفي، بل أصبحن في صلب القرار الحزبي، والمشاركة الميدانية، وصناعة البدائل السياسية.
وأكدت نوري أن المجلس الوطني للنساء الحركيات يعتبر نفسه ضامنًا للتماسك التنظيمي، وسندًا حقيقيًا لقيادة الحزب، ومصدرًا للثقة في أفق التحضير للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، التي تحتاج – حسب تعبيرها – إلى “رصّ الصفوف، والتعبئة الشاملة، والقطع مع كل أشكال التواكل والانقسام”.
في ختام تصريحها، شددت نوري على أن الحركة الشعبية، بتاريخها الممتد لعقود، تظل حزبًا متجذرًا في الوجدان الشعبي، وأن لا مجال لمقارنتها بمحاولات حزبية وُلدت من رحم النزاعات الشخصية لا من نداءات الإصلاح. وأكدت أن الحزب سيواصل أداء رسالته الوطنية “تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، وبثقة راسخة في مؤسساته وشرعيته التاريخية”.
بهذا التصريح، تكون النساء الحركيات قد وجّهن رسائل متعددة الاتجاهات: إلى من يحاول خلق الانشقاق، إلى من يراهن على التمرد، وإلى قواعد الحزب أيضًا، لتقول: الوحدة هي الخيار الوحيد، والشرعية لا تُستنسخ.
